سألتقي بماريك. فيما كنت أفكر حين عرضت عليها اللقاء؟ كيف سألقاها؟ كيف سأنظر إليها، وكيف نتقابل؟ هل احتضنها أم نسلم باليد كالغرباء أم نقبل بعضنا على الخد كالأصدقاء؟ وماذا سنقول لبعض؟ سنتحدث عن أسباب تواجدنا في نيويورك. سأقص عليها كيف وجدت منحة بإحدي المستشفيات هنا لمدة عام أوشك على الإنتهاء، وستقول لي ما أتي بها. ستسألني عن أخباري في مصر، وأخبار سلمى، وسأسألها عن تطورات حياتها منذ رسالتها الأخيرة في العام الماضي؛ هل إنتقل لأمستردام مثلما كانت تخطط، أم ظلت في ليدن مثلما كانت تريد، ومصير بيتها الصغير. ثم نصمت، ونرتشف شيئاً من شرابنا، ربما يقاطعنا النادل بسؤال. ثم نستأنف الصمت. هل ستسألني عن حياتي العاطفية؟ هل أسألها عن هذا اليوناني الذي ذكرته في رسالتها؟ لا، لا أريد أن أسمع شيئاً عن يونانيها أو عن غيره. هل سنتطرق للموضوع المعقد؟ هل سنتحدث عنا، عما جرى؟ لم نلتق وجهاً لوجه منذ كنا غارقين في الحب، منذ اتفقنا على أن تأتي في عيد الميلاد، وتقيم معي حتى نرتب أمورنا.