"العمر يسرق من الإنسان مباهج الحياة، ويتركه وحيدًا يصارع ليالي الشتاء الطويلة.... تلك الليالي التي دائمًا ما ترهق الذاكرة، التي تشبه ثوبًا ممزقًا ومتهالكًا يصعب ارتداؤه لكي تفوز ولو بلقطة صغيرة من مشهد واقعي عشته بالكامل... يكون ذلك بشق الأنفس، ولكي تستوعب ذلك ياولدي؛ عليك أن تعرف معنى الوحدة والعيش على الذكريات. ليس ذلك فحسب، فالقدر لن يترك لك فرصة كبيرة لتستوعب ماضيك وأنت في كامل صحتك. فهناك دائمًا قدر الله الذي لطالما تحكم في عباده الصالحين والطالحين... في تلك اللحظة تبدو الذكريات والأحداث هي رديف البصر وبداية البصيرة. لتعلم منذ الساعة أن

استمع  

يُكمل هذا الجزء رحلة التأمل في أسماء الله الحسنى وصفاته، مركزًا على كيفية اتصالها بالنفس البشرية وحاجاتها الروحية. يقدم المؤلف أسلوبًا بسيطًا، قريبًا من القلب، يعين القارئ على بناء علاقة عميقة مع الله تعالى، تعزز السكينة وتروي عطش الروح.

استمع  

كتاب "لأنك الله" يأخذ القارئ في رحلة روحانية لاستكشاف أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة وتأثيرها في حياة الإنسان. بأسلوبه السلس والعميق، يشرح المؤلف كيف أن فهم أسماء الله يقودنا إلى الطمأنينة والراحة النفسية.

استمع  

رسالة تبعث الدفء في النفوس، رسالة تسمو بالنفس وتنتشلها من تخبّطها ما بين الأهواء والشهوات، رسالة مختصرها روّضوا نفوسكم وعلّموها مكارم الأخلاق .. ببساطة تستحق القراءة .. وبعد القراءة الوقوف طويلا للتأمل ومن ثم العمل بمحتواها .

استمع  

هي رواية عن الثورة التونسية والأحداث التي عاشتها البلاد في مرحلة "الترويكا"، المرحلة التي شهدت صعود الإسلاميين إلى الحكم. وفي خضمّ التنازع على السّلطة بين العلمانيين والإسلاميين ومحاولة إنقاذ الثورة من الاختطاف والتوظيف تصوّر الرواية كيف تفشّى العنف في المجتمع وكيف فاضت مظاهر الاستبداد عبر طيف واسع من الشخصيات تعكس تنوع الطيف الإيديولوجي وغزارة التحولات في تلك المرحلة الدقيقة الحاسمة.البطل في هذا الرواية هو سي حميدة الذي غيرته الثورة حيث ظهر عليه الشيب فجأة وأصبح وكأنه أكبر من عمره الحقيقي،التغيير لم يكن شكلياً وإنما أيضاً كان في شخص سي حميدة فقد

استمع  

جاءت الرواية معالجةً للتحولات التي طرأت على المدينة التونسية في عهد ما وصفه الكاتب بـ"دولة التغيير الكاذب". والتجوال في روائح المدينة المختلفة من الفل والياسمين إلى النفايات والمزابل، والأطعمة والتوابل، وتحولاتها عبر الزمن. لقد ارتقى الواد في هذه الرواية إلى مصاف الفن الروائي الرفيع في المشهد الأدبي التونسي، بل والعربي. هنا يتقصد الكاتب أن يشم روائح مدينته من المقاهي التي انتشرت، والتي باتت مراكز لأحاديث، واتصالات، ومخابرات.. (مقهى البرطال، والنخلة، والعنبة، والأقواس، والمحباك، والمستقبل). تحولات عدة دخلت على المدينة التونسية أفقدتها روائحها القديمة، بقيمها

استمع  

وتحمل اسم عيون المعاصرة، تعتبر الرواية معالجة فنية لاستشراء ظاهرة الفساد وآليات تكوّن الرأي العام، كرست الفساد والتخلف وفق ما أدخلته على المدينة من تحولات ألحقت بالحياة اليومية الكثير من الخراب. وتحمل الرواية إسقاطات على عالمنا العربي وبعض حالات الفساد، فحين تفوح روائح أخرى تبدو خافتة في البداية، لكنها سرعان ما تزكم الأنوف، وهنا يضع الكاتب اصبعه من خلال «شخصية المؤرخ الحزين»، على موضع الوجع «عائلة صالح قاسم المتنفذة وفساد أولاده»، موحياً من خلال السخرية القاتمة أحياناً بأن «الوعي» وحده المخلص، وأن السلطة التي تحاول أن تزج المدينة في أشكال

استمع  

"في يوم شتويٍ ماطر كانت هدى منشغلة بتحضير قهوتها في ركن المكتبة عندما فُتح الباب فجأةً وبقوة ودخل منه رجلٌ مبلل بالأمطار التي لم تتوقف منذ أيام فاقتربت منه وهي مندهشة... نظر إليها وقال: آسف على دخولي هكذا ولكني كما ترين مبللٌ من رأسي حتى أخمص قدمي.. تعجبت هدى من وجود هذا الرجل الغريب الذي لم تره قبل الآن لأنّها تقريبًا تعرف معظم سكان ضيعتها. ورأته وقد تبلل شعره وثيابه يحاول أن ينفض بعض نقاط المياه التي تساقطت على وجهه فأسرعت وناولته منشفة وقالت: يجب أن تنشف نفسك جيدًا وإلّا ستصاب بزكامٍ حاد...فنظر إليها نظرةً دخلت أعماق قلبها، وقال لها شكرًا لأنّك

استمع  

أبو عمر المصري ومن مكمنه يراقب اللواء سمير المسؤول في الأمن، منذ أسابيع وينتظر لحظة مواتية ليصوب عليه بندقيته القناصة ليرديه قتيلا،في ختام رحلة انتقام طويله ممن خرقوا (قانون العداله) وظلموا الناس. يصوب ويرن هاتفه ويرد في لحظة حرجة، يخبره أحدهم أن ابنه الموجود بالسودان برعاية المجموعات الجهادية متهم بالخيانة وقد حكم عليه بالقتل، وسينفذ ذلك بعد يومين، ذهل من الخبر وتفاجأ كيف يحكم على ابنه بغيابه... يصوب مجددا ويطلق رصاصته القاتلة...يردي اللواء قتيلًا، يغادر مكمنه ويذهب ليتابع موضوع ابنه!

استمع  

لو أنّ "فرانكفورت" احتفظت بك مثل طفل رضيع في حجرها.. لكنت احترمتها أكقر، لكنها زوجة أب خائنة! لو أنّ هذه المدينة أعطتك ظهرها وتشرّدت فيها. لكان أهون على قلبي أن يفتش عن نبضه بين الغرباء. لكنك بين الأقرباء. الذين يصنعون بيننا ألف سترة ويخنقونك بألف ربطة عنق، ويضعون شرطيّاً عند الباب. وحتى مع خطوط الهاتف الضيقة، أنا لا أصل! ولا يمكن العثور عليك الآن.

استمع  

"كان ذلك في ليلةٍ من ليالي تشرين حيث النسمات الباردة تُضفي هدوءًا على أحياء لندن الغارقة بدورها في صمتٍ عميق باستثناء شارع "وول سترست" إذ كان يعجُّ برجال شرطة ونشستر الذين كانوا يحاصرون المكان بهدف اقتحام منزل ستيف روبنسون المتهم بقتل جارته فلورا!! عند دخولهم المنزل اعترضتهم زوجته فرجينيا راجيةً بدموعها المفتش كاريلا بالانتظار ريثما تتحسّن صحة زوجها فهو مصابٌ بداء الكلى حيث أنَّ العرق يتصبب من جبينه وشدّة الألم جعلته يفقد رشده ليحطم كل ما حوله. إلّا أنَّ كاريلا لم يكترث لحالته المزرية بل قام بواجبه واعتقله تحت أنظار فرجينيا الممزقة من الألم والحزن الكبيرين.

استمع  

أخرج فخرالدين رأسه من تحت البطانية: ما الذي أيقظني مبكرًا هذا الصباح؟.. هذا الصمت مبالغ فيه. وقف فخرالدين في الصالة يحدق في النافذة... نظر طويلًا إلى قمة المنزل المجاور، ثم ارتسم على ملامحه هدوء وسلام. مد يده إلى جلبابه الأبيض وسرواله الأبيض... أكمل ارتداء ملابسه وعاد إلى الصالة، وجال بنظره على الأشياء مودعًا... فتح الباب وخرج. عندما خطا فخرالدين خطوته الأولى في شارع العهد الجديد، أدرك أن الجو الغريب قد أحكم سيطرته تمامًا... صمت مرعب يشل الشارع ...الوجود الخفي كثيف ومنظم. عشرات العيون الخبيئة ترقبه ويسلمه بعضها لبعض... ثم انهال الصوت داميًا متفجرًا

استمع