نجيب محفوظ
رحلة ابن فطومة

«الحياة والموت، الحُلم واليقَظة، محطَّات للرُّوح الحائر يَقطعها مرحلةً بعد مرحلة، مُتلقِّيًا من الأشياء إشاراتٍ وغمزات، مُتخبِّطًا في بحر الظلمات، مُتشبِّثًا في عنادٍ بأملٍ يَتجدَّد باسمًا في غموض. عمَّ تبحث أيها الرحَّالة؟ أي العواطف يَجيش بها صدرك؟ كيف تَسُوس غرائزَك وشطحاتك؟ لِم تُقهقه ضاحكًا كالفُرسان؟ ولِم تَذرف الدَّمع كالأطفال؟»
البحثُ عن العدل والكمال واليوتوبيا، والوصولُ إلى الله، يُمثِّلان مسيرةَ الإنسان التي قدَّم لها «محفوظ» بنزعةٍ صوفية ورؤيةٍ فلسفية وعبقريةٍ فذَّة في رحلة «قنديل العنَّابي»؛ وهو شابٌّ مُسلِم يعيش في ديار الإسلام، ضاق به الحال في وطنه فقرَّر السفرَ إلى بلاد الجبل حيث الحكمة والعدل. وقد شجَّعه أستاذه على ذلك، وأثناءَ الرحلة يمرُّ بخمسة أماكن، كلٌّ منها يُعبِّر عن مرحلةٍ مختلفة في التاريخ والدين ونظام الحُكم؛ ففي بلاد المَشرِق المرحلةُ البدائية والوثنية، وفي بلاد الحيرة الاستبدادُ الملَكي والعسكري، وفي بلاد الحلبة النظامُ الحرُّ لكنه رأسماليٌّ مخيف، وفي بلاد الأمان النظامُ الشيوعي الشمولي، وفي بلاد الغرب الزُّهدُ والتصوُّف والسموُّ الرُّوحي، وهي المحطة الأخيرة للدخول إلى بلاد الجبل، ولكن

سجل لقراءة المزيد

وصول غير محدود إلى جميع محتوياتنا!

تسجيل الدخول أو إنشاء حساب
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.