جلبت الشموع والأوراق ووضعتها أمام الضيوف، دلفت الى حجرة النوم الرئيسية، فتحت حافظة الملابس، أخرجت منها بنطال منامة خاصًّا بزوجتي، وعدت إليهم، ناولت البنطال لعم (سليمان)، الذي ناوله بدوره لدكتور (قاسم) الأكبر منه سنًّا، جلست أمامهم في مقعدي أرمق ما يدور.. أرمق الجمع بأكمله بعينين زائغتين، كأنني كاميرا وتلتقط مشهد (كلوز أب) على وجه الستيني القائم بدور الوسيط، وهو يمسك ببنطال زوجتي، ويلتقط أنفاسًا متلاحقة ببطء، كأنه يشم رائحة الغرفة ورائحة البنطال.. أما عم (سليمان) فكان يتمتم ببعض الكلمات التي تشي بأنه دجال لا محالة.دون أية مقدمات تناول عم (سليمان ) الأوراق البيضاء، ووضعها أمام صديقه العجوز، وهمس له ببضع كلمات، ثم أضاف وهو ينظر نحوي ونحو الباقين: - هنالك الكثير من الطرق في تحضير الأرواح؛ لذا وضعنا وجهزنا كل شيء، ربما لا نحتاج إلى بعض تلك الأشياء.. سنبدأ الآن في تحضير الأرواح الموجودة في تلك الشقة، من يريد المغادرة فليغادر، إما الآن، وإما لا، حتى ننتهي.