رواية تاريخية ترصد التحولات الكبيرة منذ قيام الثورة الاشتراكية في روسيا، والحرب الأهلية، والحرب العالمية الثانية حتى السقوط.
صحيح أنها تتناول التاريخ، ولكنها لا تأخذ بأوراقه الصفراء، بل تبنيه بناء آخر يبدأ من الإنسان وينتهي بالإنسان للعدالة وطموحه لكسر المعادلات الصعبة التي تعيق تحرره في زمن قهري رديء تدير رحاه رأسمالية متوحشة ومصالح سلطوية دنيئة.
رواية تضج بالأسئلة، وتحكي قصة الإنسان وتشظيه في عبثية التاريخ، وتعبر بما زمناُ كثيفاً معقداً، والتواءات حديثة في معارج مرحلة الاشتراكية وما بعدها، فنعيش معها الانكساريات الكبيرة، والترتيل الذاوية والأحلام المقهورة، والإنسان المهزوم، والديمقراطية الذبيحة، وذلك بتنقية فنية متوترة تسرقنا من لحظتنا الراهنة لنمارس فيها الموت العذب في تراجيديا الأزمنة الصعبة.
..
بعد انفصال والديه انتقل الصبي إلى العيش مع جدّه "مأمون" الذي أحبّه أكثر من أيّ شيءٍ في الوجود وتعلَّق بحكاياته التي يقصّها عليه كلَّ مساء، فعاشت أساطير الجد في قلب الطفل وعشّشت في مخيلته. أحبَّ الطفل "الغزالة الأم" أم القرون التي يروي عنها الجدّ حكاياتٍ قديمة حيث اعتقد النّاس بأنّها من تُساعدهم على البقاء أحياء، وحلُم ب"السفينة البيضاء" تلك النقطة البعيدة في البحر فقد كان جدّه يعطيه منظارًا لمراقبتها ويصف مداخلها ومخارجها.
ذات يوم تظهر الغزالة الأم فجأةً في الغابة فيصطادها الجدّ بحكم عمله كصيّاد فيتعرَّض الطفل إلى صدمةٍ قاسية بموت أسطورته على يد أغلى النّاس عل قلبه ليركض باتجاه النهر ويقفز سابحًا نحو السفينة البيضاء ظانًّا بأنّه يتخلُّص بذلك من شرور العالم...فهل سيصل حقًا إلى أسطورته الثانية بعد موت الأولى وما السبب الذي جعل الطفل يفعل ذلك؟
رواية "السفينة البيضاء" تمتليء بحسٍّ عالي يدمج ما بين الطبيعة المنعزلة وخيال الأطفال الخصب وعالمهم الخاص، استمع لها وتعرف على سحرها.