يُعَد كتاب «البيان والتبيين» من أعظمِ كُتب الأدب العربي، حيث يجمع فيه «الجاحظ» بحرفيةٍ متناهية علمَ اللغة العربية من الناحية الأدبية. في ثلاثة أجزاء يُقدِّم «الجاحظ» واحدًا من أضخم مُؤلَّفاته، وهو يختلف عنها جميعًا في تناوُله الأدبَ بشكلٍ فلسفي تحليلي، جعل منه موسوعةً شاملة قد تكون هي الأولى في علم اللغة وفلسفة الكلام؛ فيَسرد بلغته البليغة المتميزة بداياتِ علم الكلام، وورودَه في الأديان وعند الأنبياء، ثم بدائعَ البيان عند العرب، ويختار الكثير من المشتهرين بحلاوة اللسان والقدرة على التعبير من خلفاء وشعراء وأدباء وخطباء وأئمة؛ ليَحكي تاريخَهم ويشرح إبداعاتهم. كل ذلك جعل من هذا الكتاب واحدًا من أمهات الكتب اللغوية الأدبية العربية، التي يجب ألَّا تخلو منها مكتبةٌ عربية تراثية