برع «طه حسين» هنا في تصوير مشاهِد عِدَّة من الواقع المصري الأليم في أربعينيات القرن الماضي، واقع استشرى فيه الفقر والجهل والطبقية، مجتمعٌ لا يحفل بغير ذي مال، ولا ينظر لهؤلاء الذين قُدِّر لهم الحياة معذَّبِين. هذه الصُور المختلفة جعلها الكاتب تجتمع في المعاناة، وإن اختلفت الأسماء والأماكن والأحداث، ونجح في وصف شخصياتها وصفًا تامًّا وكأنما يعايشها ويرى أدقَّ تفاصيل حياتها، حتى بالَغَ في الوصف فوصَفَ المِشية والوقفة والانحناء.

استمع  

"بريود" ليست هنا مجرَّد كلمةٍ استعان بها الكاتب من ثقافةٍ أخرى ليخفيَ تحتها أهمَّ وأصعب فترةٍ تمرُّ بها الأنثى كلَّ شهر ، وليست مجرَّد بضعةَ حروفٍ شكّلها قلمٌ ذكري ليصوغ مجموعةً قصصية تُحاكي هموم المرأة بل هي صمتٌ يستفزُّ كلَّ حواسك ويُجبرك على الصّراخ بأقصى ما تملك من طاقة ، هي موسيقى عزفها الكاتب محمد متولي ليخرج لنا بمجموعةٍ يُهديها إلى حضن أمه معترفًا بوطنه الأوَّل والأزلي.

استمع  

قدم هذه المجموعة القصصية الدكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله فقال عنها: "إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات... كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا. من السهل والممتع على المرء أن يكون قاسيًا وأن يتصيد

استمع